تزييف حركات لغة الجسد
السؤال الرئيسي هو هل يمكن اخفاء او تزييف لغة الجسد؟ الجواب العام على هذا السؤال هو لا, وذلك بسبب عدم الملائمة بين حركات لغة الجسد والكلام المنطوق, على سبيل المثال الكفوف المفتوحة توحي لصاحبها بأنه صادق, فلو حاول احد المزورين بترك يديه مفتوحتين وباتجاه الأسفل مع وجود ابتسامه على وجهه بينما يقوم بأخبار كذبه, فأن الإشارات الدقيقة هنا تتدخل فنراه يرفع احد حواجبه مع بعض الحركات المترددة في الشفايف التي تقود الشخص المتلقي على عدم تصديق المتحدث.
يبدوا أن العقل البشري يمتلك وسيلة احترازية يسجل الانحدارات عندما يتلقى سلسلة من الرسائل المختلفة من حركات الجسد, على الرغم من ذلك هنالك بعض الحالات التي تزور فيها لغة الجسد لكسب بعض الميزات, فمثلاً في سباق ملكات جمال العالم حيث ان كل واحده من المتسابقات تستخدم لغة الجسد بكل دقة وعناية كي توحي الإخلاص والطابع الدفيء, ويكون الإتقان لدرجة ان الحكام يعطونهن درجات عالية, فقط الخبراء هم الذين يستطيعون تزوير حركات الجسد ولكن لا يستمر ذلك لفترات طويلة, حيث يبدأ الجسد ببث بعض الحركات المستقلة عن الافعال المدركة, سياسيون كثر يستخدمون التزوير في لغة الجسد لكسب اصوات الناخبين عند تصديقهم ما يقولونه, والذي يستطيع فعل ذلك نقو عنه انه يمتلك كاريزما.
يستخدم الوجه أكثر من باقي أعضاء الجسم الأخرى لإخفاء تعابير لغة الجسد, فنستخدم الابتسامة والغمزة في محاولة للتغطية, ولكن لسوء الحظ فأن إشارات جسمنا تخبر الحقيقة فيكون هنالك عدم ملائمة بين إشارات الجسد وإشارات الوجه, دراسة حركات الوجه فن بحد ذاته وسنحاول بأذن الله التطرق إليها.
الخلاصة: انه من الصعب تزوير إشارات لغة الجسد, ولكن قد تستطيع استخدام بعض الإشارات وإزالة بعض الإشارات السلبية حتى تصبح أكثر قبولاً عند الناس.
كيف يمكنك ان تخبر الاكاذيب بنجاح؟
الصعوبة بالكذب تكمن بتأثر عقلنا الباطني بشكل تلقائي ومستقل بالأكاذيب الشفوية, لذا حركات جسدنا تفضحنا. لهذا الذين لا يكذبون من السهل ان تمسكهم عندما يقولون الأكاذيب, بصرف النظر عما يكون أسلوبه مقتنع بما يقول او لا, حيث في اللحظة التي يبدؤون فيها بالكذب يرسل الجسد إشارات متناقضة, وهذه الإشارات تخبرنا بأنهم لا قولون الحقيقة. أثناء أخبار الكذبة يقوم العقل الباطني بإرسال إشارات عصبية تؤثر بالإيماءات التي يقوم بها المتحدث تتعارض مع ما يقوله, بعض الناس الذين تستلزم أعمالهم الكذب مثل السياسيين والممثلون والمحامون ومذيعون التلفزيون يكونون قد نقحوا إشاراتهم بحيث يصعب علينا تمييز فترات الكذب, بحيث ان الناس يخدعون بهم بالمطلق.
يقومون بتنقيح إشاراتهم بإحدى الطريقتين, اولاً يتدربون امتلاك نفس الشعور للكاذب عندما يقومون ببعض الحركات, ولكن هذا ينجح فقط عندما يقومون بالتدريب على إخبار الأكاذيب لفترات طويلة من الزمن, اما الطريقة الثانية فهي عدم استخدام أي إشارة, وفي هذه الحالة لا تظهر أي إشارة سواء كانت ايجابية او سلبية, ولكن هذا أيضا صعب جداً للعمل به.
جرب هذا الاختبار البسيط عندما تتاح لك الفرصة, قم بأخبار احدهم بكذبة متعمدة وقم في نفس الوقت بكبح جميع حركات جسدك بينما يكون جسدك بمواجهة الشخص المستمع, على الرغم من قيامك بقمع إشارات جسدك فأن عقلك الباطني سيرسل إشارات لتعابيرك الدقيقة, مثل تدليك الوجه وارتعاش العضلات وتوسع وانكماش البؤبؤ وتعرق الحاجب واحمرار الخدود وزيادة حركة الرموش فمثل تلك الإشارات اللعينة تفضحنا وتبين اننا نكذب, باستخدام بعض الكاميرات التي يمكن عرض الصورة فيها بشكل بطي يمكن ملاحظة الإشارات الدقيقة التي تحدث في ثواني قليلة, وقد لا يلحظها الا المختصون المحترفون في قراءة حركات لغة الجسد, فضل المحاورون هم الذين طوروا القدرة الا واعية لقراءة الاشارات الدقيقة اثناء اللقاءات المباشرة.
أصبح من الواضح انه حتى تستطيع الكذب لا بد من ان تخفي إشارات لغة جسدك او تكون في منطقة بعيد عن نظر المستمع, لذلك يوضع السجين في غرفة التحقيق على كرسي في مكان واضح بالعادة يكون بالوسط وتكون الأضواء مسلطة عليه, ليتمكن المحققون من معرفة الأكاذيب من غيرها, ولكي تتمكن من الكذب بسهولة اكبر يجب ان تجلس بشكل مخفي خلف مكتب او تكون محدقاً بشي يخفي ملامحك او تكون تتكلم من خلف الباب, وافضل طريقة للكذب هي الكذب عن طريق الهاتف.
كيف تتعلم لغة الجسد؟؟؟
وفر فقط خمسة عشر دقيقة باليوم لقراءة إشارات الناس من حولك, بالإضافة للحصول على وعي وإدراك لإشاراتك, القراءة الجيدة لتعابير الناس عندما يتقابلون ويتفاعلون, مثلاً المطار مكان مثالي لملاحظة التعابير البشرية او أي مكان للسفر, فتلاحظ العواطف الجياشة لاستقبال الأحباب والأسى على البعد والضجر والشوق والعاطفة كل هذه الإشارات وغيرها تشاهدها في مثل تلك المواقف, وايضاً في الوظائف الاجتماعية وفي اجتماعات ونشاطات الأحزاب ممتازة لدراسة تلك الحركات, تجلس في مكان منعزل طول فترات انعقاد مجالسهم كضيف منعزل فقط لتشاهد ما ينتج من اشارات جسدهم, وأيضا يمكنك استخدام التلفاز وذلك بتخفيض الصوت والاستماع لمقطع معين لمدة بسيطة من الزمن والرجوع للتأكد مما فهمته من الحوار, ومع المدة يمكنك فهم ما يقال في برنامج كامل دون ان تستمع للصوت, وبهذه التقنية يستوعب الطرشاء.