لقد ضاقت علي الدنيا بما رحبت..ونفتني الى جزيرة العذاب لأعيش بها وحدي..فرقتني عن أحبابي..عن كل من تمنيت أن يكون بقربي في هذه الدنيا الغدارة..لقد جعلتني وحيدة..حزينة..مكسورة الخاطر..مجروحة القلب..مشغولة الفكر على احبابي..كم تمنيت وكم اتمنى ان اجد احدا يبقى بقربي الى الابد..مهما ابتعدت يبقى معي..ليحميني من هذا الزمن القاسي..ولكن السؤال الذي يشغل بالي..أين هم أحبابي؟؟
لقد ابتعدوا عني..لقد رحلوا..ولكن رغما عنهم..لقد تركوا خلفهم صدى اصواتهم..وطيف ضعيف لصورهم وأشخاصهم..تركوا بصماتهم على جدران المنزل..تركوا خلفه انسانة مجروحة تندم على كل لحظة اساءت اليهم بها..اكاد لا ارى امامي من شدة دموعي التي تنزف من عيوني..اكاد لا ابصر شيء من حولي دون احبابي..فهم كانوا النظر لعيوني..كانوا النوم والهناء لجفوني..كانوا الراحة والطمأنينة لجوارحي..كانوا الدواء وكانوا البلسم لجروحي..
كانوا بالنسبة لي كالمجوهرات التي اتحلى واتزين أتباهى بها امام الناس..ولكن رغم بعدهم اصبحوا اغلى من الماس..
اغلى من كل شيء لا يقدر بثمن..ودعتهم صحيح..ودموعي احرقت وجهي من شدة نارها وشوقها لهم..لكنهم في بالي نسمة تهب علي كل صباح..كالقمر يطل علي في كل مساء..كالزهرة الفواحة بعبيرها وعطرها..تملىء المكان عندما يستفزها النسيم الناعم..تفوح من ذكراهم نسائم الحب والاخلاص والوفاء والعطاء والدفىء والحنان والشوق واللهفة..