ان العقل ليس مادة ولا المادة فكراً وليست عماية الدماغ سببا كما انها ليست نتيجة او اثر وليست هاتان العمليتان مستقتين ومتوازيتين, اذ ليس هنا عمليتان وليس هنا وجودان.
بل هنالك عملية واحدة نراها من الداخل فكراً ومن الخارج حركة, هنا وجود واحد نراه من الداخل عقلاً ومن الخارج مادة. ولكنه في الحقيقة ليس الا مزيجاً مندمجاً من الاثنين والعقل والجسم لا يؤثر احدهما على الاخر لأنهما ليسا شئيين بل شيء واحد ولا يستطيع الجسم ان يحمل العقل على التفكير ولا يستطيع العقل ان يحمل الجسد على ان يبقى في حركة او سكون او يتخذ وضعاً اخر.
والسبب في ذلك بسيط وهو ان حكم العقل ورغبة الجسم وميوله شيء واحد بعينه وكل العالم متحد بنفس الطريقة المزدوجة. فأينما وجدت عملاً مادياً فليس ذلك الا جانبا واحدا من العملية الحقيقية, والتي لا يراها بوجهيها الا النظر الشامل الذي يمكنه ان يدرك العملية العقلية الباطنة المستترة وراء الظاهرة المادية والعملية العقلية الداخلية ترتبط في كل مرحلة مع العملية الخارجية المادية, ونظام الافكار وارتباطها هو نفس نظام الاشياء وارتباطها وبهذا فأن عنصر الفكر وعنصر المادة شيء واحد يبدوا مرة فكراً ومرة امتداداً.
فبذلك نكون قد اجبنا على السؤال الاول والاخير فالمخ هو الجزء المادي من العقل
وأما قول الفلسفة المادية فهي تقول بأن العقل هو نفسه الجزء المادي او المخ والفلسفة المثالية تؤيد هذه لنظرة عن العقل.